lundi 26 mars 2012

انشودة


المخدرات كلمة قليلة الحروف ، قاتلة المعاني

المخدرات

         

 المخدرات  كلمة قليلة الحروف ، قاتلة المعاني ، لا تصحب معها إلا الدمار ، تسحق في فلكها أحلاماً وآمالاً ، وقلوباً وعقولاً ، ومبادئ وقيماً ، وأفراداً ومجتمعات

التعريف في اللغة :

المخدر :
بضم الميم و فتح الخاء و تشديد الدال المكسورة من الخدر – بكسر الخاء و سكون الدال –  وهو الستر , يقال : المرأة خدَّرها أهلها بمعنى : ستروها , و صانوها عن الامتهان .

و من هنا أطلق اسم المخدر على كل ما يستر العقل و يغيبه

التعريف العلمي :

المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس و النوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم . و كلمة مخدر ترجمة لكلمة Narcotic))  المشتقة من الإغريقية (Narcosis) التي تعني يخدر أو يجعل مخدراً . و لذلك لا تعتبر المنشطات و لا عقاقير الهلوسة مخدرة وفق التعريف , بينما يمكن اعتبار الخمر من المخدرات .

التعريف القانوني :

المخدرات مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان و تسمم الجهاز العصبي و يحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون و لا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك . و تشمل الأفيون و مشتقاته و الحشيش و عقاقير الهلوسة و الكوكائين و المنشطات , و لكن لا تصنف الخمر و المهدئات والمنومات ضمن المخدرات على الرغم من أضرارها و قابليتها لإحداث الإدمان .

قبل الخوض في زمام الموضوع نطرح سؤالا، كيف يجرؤ العاقل أن يتعاطى هذه السموم؟ وماأسباب  هذه الظاهرة؟ :
- من أهم الأسباب: ضعف الإيمان : ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة المتفق عليه:(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) .
إن أقواماً ضَعُف إيمانُهم .. ونَسُوا ربَّهم .. وهجروا مساجدَهم ، هم أقربُ الناس إلى طريق المخدرات .
-
ومن الأسباب المهمة : ضعف التربية الأسرية : بإهمال الوالدين تربيةَ أولادهم . أو القسوة والكبت والحرمان، أو التفرقةِ وعدمِ العدل بين الأولاد .
وقل مثل ذلك في الدلالُ المفرط، وضعفُ جانب المنع والوقاية في الأسرة.

من مظاهر ضعف التربية: التفكك الأسري وكثرة الخلافات بين الزوجين، وقل مثل ذلك في طول غياب الوالدين عن المنزل، فالوالد مشغول بعمله أوتجارته أو جلساته وسهراته.. والوالدة مشغولة بعملها أو زياراتها لصديقاتها .
.
-
ومن الأسباب: رفقة السوء .. مفاتيح الشرور .. وأعوان الشياطين .. الذين ربما يلتقي بهم الشاب في المدرسة أو الحي، أو النوادي و الحدائق والأماكن العامة .
قبض على أحد الشباب في قضية استعمال مخدرات .. التقيت بالشاب وسألته عن سبب تعاطيه المخدرات . فقال لي : إن السبب هو أحد رفاقي المنحرفين في الحارة، عندما ركبت معه السيارة ناولنيَ الحبة، فقلت له : إن المخدرات ضارة . فرد علي وقال : لا تخف، أنـا أتعاطى الحبوب منذ سنوات ولم يصبني شيء .. يقول : فأكلت الحبة وأتبعتها بأخرى حتى وقعت في الإدمان .
-
ومن الأسباب: وسائل الإعلام، ولا سيما ما يعرض في بعض القنوات الفاسدة من مشاهد شرب الخمور وتعاطي المخدرات، مما يغري الشباب بل والفتيات بشربها .. وفي بحث أجري على بعض المدمنات في مستشفى الأمل بالرياض، ذكرت غير واحدة منهن أنها كانت تتأثر عندما تشاهد الرجال والنساء في الأفلام الأمريكية والغربية يشربون الخمر في جلسات وسهرات مغرية، مما دفعها للتجربة .
-
ومن الأسباب : السفر إلى الخارج ، ففي دراسة على متعاطي المخدرات في السعودية والبحرين والكويت تبين أن52% من متعاطي المخدرات في هذه البلاد سبق لهم السفر إلى الخارج، إنهم يسافرون عبر بوابات المطار .. ويعودون عبر بوابات الوهم والإدمان

 

وإذا كانت النصوص من الكتاب والسنة قد تظافرت على تحريم الخمر استعمالاً وبيعاً وشراءً وغيرذلك، فقد أجمع العلماء على إلحاق المخدرات بالخمر في التحريم
وإذا كان العاقل يدرك تماماً أضرار هذه الآفة، فلا بأس أن نذكر ببعضها
فمنها:

الأضرار الدينية:

 فهي تصد عن ذكر الله وعبادته، وتضعف الإيمان، وتقتل الحياء من الله،و الذي قال فيه { لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء. } النبي

وهي  سبب للطرد من رحمة الله تعالى، ففي حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: { لَعَنَ رسولُ الله في الْخَمرِ عَشرَةً: عَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، والمحمُولَةَ، إِلَيْهِ، وَسَاقِيَهَا، وبَائِعَهَا، وآكِلَ ثَمنِها، والمشتري لَهَا، والمشْترَاةَ لَهُ.}

هذا في الدنيا، أما في الآخرة فإن متعاطيها متوعد بالعقوبات الشديدة .
روى مسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل مسكر حرام ، إن على الله عز وجل عهداً لِمن يشرب المسكر أن يَسقيه من طينة الخبال . قالوا : يا رسول الله وما طينة الخبال ؟ قال : عرق أهل النار أو عصارة أهل النار


قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } ( المائدة- الآية :90-91 )
- وقال تعالى { وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } (البقرة- الآية :195)
- وقال تعالى { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } (النساء – الآية :29)
.

- ونقل عدد كبير من العلماء في جميع الأديان السماوية والمذاهب الإجماع على تحريم تناول ما يغير العقل ويفسده، وفي مقدمة ذلك المخدرات.

ومن جانب آخر اتفق العلماء على أن مقاصد الشريعة الإسلامية التي جاء التشريع بالتحليل والتحريم للحفاظ عليها، وأطلقوا عليها الضروريات الخمس، هي: ( الدين والنفس والعرض والعقل والمال )، والمخدرات - لكل صاحب بصيرة وعقل وتمييز - هي تدمير وفساد لكل ذلك، فكم أفسدت المخدرات من دين! وكم قتلت من نفس بجرعة زائدة، أو للحصول على المال! وكم دنّست من عرضٍ! وكم عطلت من عقل! وكم أضاعت من مال

ـ الأضرار الجسمية
 ـ فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة والهزال والضعف العام المصحوب باصفرار الوجه أو اسوداده لدى المتعاطي كما تتسبب في قلة النشاط والحيوية وضعف المقاومة للمرض الذي يؤدي إلى دوار وصداع مزمن مصحوباً باحمرار في العينين ، ويحدث اختلال في التوازن والتأزر العصبي في الأذنين .
يحدث تعاطي المخدرات تهيج موضعي للأغشية المخاطية والشعب الهوائية وذلك نتيجة تكوّن مواد كربونية وترسبها بالشعب الهوائية حيث ينتج عنها التهابات رئوية مزمنة قد تصل إلى الإصابة بالتدرن الرئوي .
يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم وكثرة الغازات والشعور بالانتفاخ والامتلاء والتخمة والتي عادة تنتهي إلى حالات الإسهال الخاصة عند تناول مخدر الأفيون ، والإمساك .
كذلك تسبب التهاب المعدة المزمن وتعجز المعدة عن القيام بوظيفتها وهضم الطعام كما يسبب التهاب في غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها في هضم الطعام وتزويد الجسم بهرمون الأنسولين والذي يقوم بتنظيم مستوى السكر في الدم .
أتلاف الكبد وتليفه حيث يحلل المخدر (الأفيون مثلاً) خلايا الكبد ويحدث بها تليفاً وزيادة في نسبة السكر ، مما يسبب التهاب وتضخم في الكبد وتوقف عمله بسبب السموم التي تعجز الكبد عن تخليص الجسم منها :
التهاب في المخ وتحطيم وتآكل ملايين الخلايا العصبية التي تكوّن المخ مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة والهلاوس السمعية والبصرية والفكرية .
اضطرابات في القلب ، ومرض القلب الحولي والذبحة الصدرية ، وارتفاع في ضغط الدم ، وانفجار الشرايين ، ويسبب فقر الدم الشديد تكسر كرات الدم الحمراء ، وقلة التغذية ، وتسمم نخاع العظام الذي يضع كرات الدم الحمراء .
التأثير على النشاط الجنسي ، حيث تقلل من القدرة الجنسية وتنقص من إفرازات الغدد الجنسية .
التورم المنتشر ، واليرقات وسيلان الدم وارتفاع الضغط الدموي في الشريان الكبدي .
الإصابة بنوبات صرعية بسبب الاستبعاد للعقار ؛ وذلك بعد ثمانية أيام من الاستبعاد .
إحداث عيوباً خلقية في الأطفال حديثي الولادة .
مشاكل صحية لدى المدمنان الحوامل مثل فقر الدم ومرض القلب ، والسكري والتهاب الرئتين والكبد والإجهاض العفوي ، ووضع مقلوب للجنين الذي يولد ناقص النمو ، هذا إذا لم يمت في رحم الأم .
كما أن المخدرات هي السبب الرئيسي في الإصابة بأشد الأمراض خطورة مثل السرطان .
تعاطي جرعة زائدة ومفرطة من المخدرات قد يكون في حد ذاته (انتحاراً) .
 

 ـ الأضرار النفسية
 

ـ يحدث تعاطي المخدرات اضطراباً في الإدراك الحسي العام وخاصة إذا ما تعلق الأمر بحواس السمع والبصر حيث تخريف عام في المدركات ، هذا بالإضافة إلى الخلل في إدراك الزمن بالاتجاه نحون البطء واختلال إدراك المسافات بالاتجاه نحو الطول واختلال أو إدراك الحجم نحو التضخم .
يؤدي تعاطي المخدرات إلى اختلال في التفكير العام وصعوبة وبطء به ، وبالتالي يؤدي إلى فساد الحكم على الأمور والأشياء الذي يحدث معها بعض أو حتى كثير من التصرفات الغريبة إضافة إلى الهذيان والهلوسة .
تؤدي المخدرات أثر تعاطيها إلى آثار نفسية مثل القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم الاستقرار والشعور بالانقباض والهبوط مع عصبية وحِدّة في المزاج وإهمال النفس والمظهر وعدم القدرة على العمل أو الاستمرار فيه .
تحدث المخدرات اختلالاً في الاتزان والذي يحدث بدوره بعض التشنجات والصعوبات في النطق والتعبير عما يدور بذهن المتعاطي بالإضافة إلى صعوبة المشي .
يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الوجدان ، حيث ينقلب المتعاطي عن حالة المرح والنشوة والشعور بالرضى والراحة (بعد تعاطي المخدر) ويتبع هذا ضعف في المستوى الذهني وذلك لتضارب الأفكار لديه فهو بعد التعاطي يشعر بالسعادة والنشوة والعيش في جو خيالي وغياب عن الوجود وزيادة النشاط والحيوية ولكن سرعان ما يتغير الشعور بالسعادة والنشوة إلى ندم وواقع مؤلم وفتور وإرهاق مصحوب بخمول واكتئاب .
تتسبب المخدرات في حدوث العصبية الزائدة الحساسية الشديدة والتوتر الانفعالي الدائم والذي ينتج عنه بالضرورة ضعف القدرة على التواؤم والتكيف الاجتماعي .

ومنها:

 الأضرار الاجتماعية

انهيار الأسرة ، وانحراف أفرادها، وكثرة حالات الطلاق، وقوع العداوة والبغضاء، وانطفاء نار الغيرة على العرض في قلب المدمن : بل إنه قد يلجأ والعياذ بالله إلى المتاجرة بعرضه للحصول على المخدر

والمخدرات سبب لضياع أسرته وأهله، فكم من أسرة دمرت تدميراً بسبب إدمان أحد أفرادها

: { كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْماً أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعولُ. } ويقول النبي.

 الأضرار الأمنية

 منها وقوع الجرائم و انتشارها ، ووقوع الحوادث المرورية 
- والمخدرات تفقد الإنسان القدرة على التركيز أثناء قيادة السيارة أو أثناء العمل، وبالتالي فهو عرضة لارتكاب الحوادث، ويسبب مصائب له ولغيره وهي  تجعل الإنسان فاقداً للشعور والإحساس؛ يرتكب أبشع الجرائم وأقذرها، وهو لا يشعر بما فعل، فيقتل، ويسرق، ويختلس، ويبيع نفسه، وأسرته.

 الأضرار الاقتصادية

لها ثاثير سواء على دخل المتعاطي وحالة أسرته المادية ، أو على اقتصاد الدول في مكافحة المخدرات ، ومستشفيات الإدمان، و السجون  

وتؤثر تاثير ضارا على الانتاج القومي وبرامج التنمية نتيجة تدهور الكفايه الانتاجية في المجتمع بسبب تدهور انتاجية المدمنين وخاصة من هم في سن الانتاج وذلك نتيبجة ماتسببة من تاثير على نشاط الجسم وقدراتهوطاقته وماتسببه من خمول وكسل.
* غالبا ماتؤدي المخدرات الى اهمال المدمن لعمله وعدم التزامه بضوابطه والخروج على مقتضيات نظامه هذا فضلا عن اقدام نسبة من المتعاطين على تغيير مهنتهم التي يكتسبون منها وهو امر له تاثير سلبي على كفاءة العمل والانتاجيه .
 وتؤثر المخدرات تاثير ضار على مستوى الدخل القومي نتيجة المبالغ الضخمة التي تهرب الى الخارج لاستجلاب هذه السموم او نتيجة استنزاف مبالغ تتحملها ميزانية الدولة في مكافحة المخدرات او انشاء موسسات لرعاية وعلاج المدمنين بدلا من استثمارتلك المبالغ في المشروعات الخدمية والانتاجية التي تزيد من مستوى معيشة المواطنين
 يودي تعاطي المخدرات الى تدهور في الحاله الاقتصادية للاسرة المبتلاه به نتيجة استقطاع جانب من الدخل للانفاق على هذه السموم فتتاثر ميزانيه الاسرة وتحلرم من مطالبها الاساسيه وتتنازل عن حاجاتها الرئيسية وتتاثر احوالها المعيشية وينخفض مستواها المعيشي والصحي والتعليمي والترفيهي ممايؤثر على افرداها
يؤدي تعاطي وادمان المخدرات الى جنوح تتدريجي من قبل المدمن الة البطالة والتشرد وكثير مايفقد العامل عمله والطالب علاقته بمعهده وفي ذلك خسارة اقتصادية كبيرة حيث يصبح المدمن عالة على المجتمع الى جانب تعاطيه المخدرات يؤدي الى اكتسابه العادات السيئة كالاهمال والسلبيه والتواكل والخمول ممايودي الى فقد كثير من الدخل وانخفاض المستوى الاقتصادي.

 نسأل الله تعالى أن يقينا وأسرنا من هذا البلاء الخطير، والشر المستطير، إنه على كل شيء قدير  واخيرا

اصدقاء السوء


لا للمخدرات


كفى


كل مسكر حرام


الافيون